ومن بين سور القرآن الكريم التي يُعتقد أن لها فضائل خاصة في هذا السياق، تأتي سورة النور كواحدة من السور التي يستخدمها الكثيرون في الرقية. في هذا المقال، سنبحث في فضل سورة النور في الرقية والأمور التي يجب أن نأخذها في الاعتبار عند استخدامها في العلاج والتحصين.
للبداية، يجب أن نؤكد على أهمية الاعتماد على الأدلة الشرعية الصحيحة عند الحديث عن فضائل السور القرآنية والأجر الذي يترتب على قراءتها. ولكن في مجال العلاج والرقية، يُعتبر القرآن الكريم بشكل عام مصدرًا للشفاء والبركة. وقد أشار الله تعالى في القرآن إلى أن القرآن هو “شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ” (الإسراء: 82).
على هذا الأساس، يمكن للأشخاص تجربة الرقية باستخدام سور وآيات معينة من القرآن الكريم دون أي مشكلة شرعية. وهذا يأتي تأكيدًا لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “لا بَأْسَ بالرُّقَى ما لَمْ يَكُنْ فيه شِرْكٌ”.
لكن عندما نتحدث عن فضل سورة النور في الرقية، نجد أنه لا يوجد فضل محدد مذكور في الأحاديث أو الآيات القرآنية بشكل واضح. ولكن يُمكننا أن نرى أن سورة النور تأتي ضمن السور الكريمة التي تشمل الخير والبركة فيما يتعلق بالتحصين بالقرآن الكريم.
هناك العديد من العلماء والرقاة الذين جمعوا العديد من الآيات القرآنية وأكدوا على نفعها في مجال العلاج والرقية، ومن بين هذه الآيات تأتي آية 35 من سورة النور التي تصف الله بأنه نور السماوات والأرض. يمكن استخدام هذه الآية في الرقية بجانب باقي آيات الرقية الشرعية.
ما يجب أن نفهمه هو أنه يجب أن نكون حذرين ومتيقظين عند استخدام السور القرآنية في العلاج والرقية. يجب أن نتجنب الابتداع والاعتقادات التي قد لا تمت للشريعة الإسلامية بصلة، مثل الاعتقاد بأن سورة معينة تعالج مرضًا محددًا أو اختيار مواقيت خاصة لقراءتها. كل هذه الأمور تعد تكلفًا وقد تكون بعيدة عن السنة النبوية.
في الختام، يُشجع المسلمون على قراءة السور والآيات القرآنية المشهورة والتي ثبت فيها فضل التحصين والرقية، مثل سورة الفاتحة وسورة البقرة وآية الكرسي وسورة الإخلاص وسور المعوّذتين. ومع ذلك، لا يمنع ذلك الرقية باستخدام سور وآيات أخرى من القرآن الكريم. فالشفاء والتحصين كله يأتي بإرادة الله القادر على كل شيء، والقرآن هو وسيلة للشفاء والنجاح في الدنيا والآخرة.
